من المبتدئ إلى ملك المحيط

لم أكن أظن أن صيد السمك فنٌّ—حتى بدأت بقوارب صغيرة في خليج أكسنارد. في البداية، كنت أرمي أرقامًا عشوائيًا—’1’ أو ‘2’—كطفل يطارد الأمواج. لكنني لاحظت: البحر لا يهتم برهنك، بل بتنفسك. بدأتُ أعامل كل جلسة كطقس زيني—عشرون دقيقة بعد العمل. كوب قهوة. لا حاجة للصيد الكبير؟ لا يهم. ما يهم هو الصمت بين الرميـات—اللحظة التي تختارها فيها. علمي دكتوراه في التصميم علّمني أن الاحتمال ليس مصيرًا—بل رد فعل. ‘مكافأة القلب’ ليست سحرًا—بل اللحظة التي تتوقف فيها عن المطاردة وتبتدأ بالمراقبة. حينها تظهر كوي—ليس كسمكة، بل كأنماطة. تعلمتُ قراءة الماء كالحبر على الحرير: الأمواج هي فرشات، الشباك إيقاعات، الانتصارات لحظات محفوظة في السكون. انضمامي لجماعة صائدي المحيط غيّرت كل شيء. رؤية الآخرين يحولون ثلاث خسائر إلى ذهب؟ لم يكن حظًا—بل شجاعة مقرونة بالضبط. هذا ليس قمارنة—إنما طقس محيطي. رميتك القادمة؟ لا ترمِ النرد. ارمِ النية.