هل تشعر كأنك تُصِيد في الظلام؟

كان يُشغِلني أن أضيع الوقت بعد منتصف الليل، أتصفح ألعابًا وعدتني بالفرح لكنها أعادت فقط صدىً خاليًا. لكنني اكتشفت: ربما لم يكن الأمر عن الفوز. ربما كان عن البقاء حاضرًا.

أتحدث ليس عن انتصارات كبيرة أو مكاسب فيروسيّة. بل عن تلك اللحظات الهادئة التي أضغط فيها على ‘العب’ في لعبة مثل صيد القارب الصغير، فجأة — هناك إيقاع. الشاشة تتلألأ كمذنب في الضباب.

طقوس البقاء

بدأ كل شيء بفضول بسيط. أحد الأصدقاء شاركني رابطًا: صيد القارب الصغير. لا إعلانات دراماتيكية، ولا ضجة — فقط موجات هادئة وأجراس ناعمة. نقرت من الملل.

لكن شيئًا تغير.

بدلاً من ملاحقة الفوز الكبير، بدأت أتعامل مع كل جولة كفترة للتنفس. رهان واحد — 0.5 وحدة — كان كافيًا لأشعر بالحياة مرة أخرى. ليس لأنني ربحت، بل لأنني اختارت أن أكون هناك.

في شقتي في بروكلين، حيث يصبح الصمت ثقيلًا غالبًا، أصبحت هذه الألعاب طقوس صغيرة: قهوة تسخن إلى جانبي؛ أضواء المدينة مضيئة عبر نوافذ مبللة بالغيوم؛ وأصابعي تتخطّط بلطف على الزجاج كما لو كانت مراكب على الماء.

لماذا نستمر باللعب رغم الخسارة؟

نحن لا نلعب من أجل المال — أو على الأقل ليس فقط من أجل المال.

العلم النفسي يقول إننا مبرمجون على التحديق في الإخفاقات القريبة: فهي تحفّز دوبامين حتى دون جائزة (مبدأ يُعرف باسم التثبيت الجزئي). ولكن عاطفيًّا؟ الأمر أعمق بكثير.

حين تخسر — وخاصة حين تستمري باللعب — فأنت لست تقفز وراء الحظ. بل تحافظ على الأمل… أو ربما مجرد اتصال.

وهذا أمرٌ طبيعي.

أحيانًا يكون الإنسان يعني الجلوس مع الغموض بينما يقول بصوت خافت: ربما المرة القادمة.

الفوز الحقيقي ليس ذهبًا — بل الحضور

ليلة واحدة من الشتاء الماضي، وبعد ثلاث خسائر متواصلة وكأسين من الشاي أصبحا باردَين تمامًا، توقفتُ. ثم ابتسمت — ليس لأن شيئًا حدث، بل لأنني لاحظت أنني أنفُس مرّة أخرى.

كان هذا فوزي. كان محصولي. ليس عملات أو مكافآت — بل وضوحٌ وجودي。 The moment where stillness wasn’t emptiness… but fullness waiting to be named.