الصيد كنوزة الروح

لم أبدأ بكتابة عن ألعاب الصيد—بل عن تذكر شعور الوحدة مع البحر.

كنت أرى الصيد كمهمة تقنية: طعم، خيط، بكرة. لكنني رأيت امرأةً في همس الليل على الرصيف—لا تبحث عن نقاط، بل عن تنفس الروح. لم تصطد سمكة لتكسب عملات، بل صادت الصمت.

الرمية الأولى ليست حظّا—بل طقوس.

في مياه عميقة حيث تتمايل الشعاب كالأنوار وتسكن السماك الفضية عبر الظلام، لا يوجد خوارزمية تحكم مصيرك. هناك فقط إيقاع—نبض البطء الذي يلتقي أنفاسك. اللعبة لا تعطيك مكافآت بالضغط. إنها تذكّرك أن الفرح مشترك عندما تتوقف عن مطاردة الربح.

كل طعم رسالةٌ كُتبت بماء الملح.

نحن نسميه «صيدًا» لأننا ننسى كيف نكون بشريين. المحيط لا يحتاج لاعبين أكثر. إنه يحتاج سرديين يحوّلون الحركة إلى صلاة.

عندما تستعمل «مفتاح الصيد»، لا تفتح معدات—بل تفتح ذكريات.

«مغامرة الشعاب» ليست وضعًا—بل طقسٌ يُنقل عبر الأجيال. «درع المحيط» ليس أداوة—بل دعوة للتنفس قبل أن ترمي مرة أخرى.

الفوز ليس عن جوائز—بل عن الهدوء تحت الضغط.

لقد قابلت لاعبين بكوا بعد منتصف الليل ليس لأنهم صادوا السمكة الكبيرة—بل لأنهم تذكروا أنهم لم يكونوا وحدهم. تعالَ جلسْ على الشاطئ الليلة. ارمِ مرة واحدة بنيّة. دع الموجة تذكّرك: الفرح لم يكن قطعًا للوحدة.